الأحد، 18 نوفمبر 2012

بين القضبان نايم ابني


بين القضبان نايم ابني


بين القضبان نايم ابني
أشلاء و دماء ممدود جسده
مفروشة علي الدم المخضوب
أوجاع بلده
منزوعه الدمعه علي خدوده
ملحقش يبوح بألم و بكاء
مع إن الداء
موجود في حدود بين القضبان
و الصرخة بتدوي يا رب نفوق
يا رب نفوق و نشوف الداء
قبل ما يسفحنا و نبقي وباء
و نعيد و نقول
و نقول و نعيد
يمكن نتعلم حرف هجاء
أو نقرا ما بين خطين قضبان
بين القضبان نايم ابني

حلمه المرسوم فوق الكراس
محروق بالنار
أمله العطشان بأمان بكره
دخان و دمار
حقه المشنوق بإيدين الناس
موصوم بالعار
و شهادته شهيد
في الجنه يعيش بين الأبرار
عشان في الدنيا مالوش عنوان
راح ويا اخواته من الثوار
بين القضبان نايم ابني

و في غمضة عين في عذاب سابني
ساب أوضته و ريشته و كراسته
بعتر الوانه و بقع أكمام مريلته
ساب كل حناني و غلاوته
يتشاقي و عمري ما زعلته
و ينام و البوسه علي خده
بس المره دي سابني و نام
من غير ما يقول هوه حكايته
بين القضبان نايم أبني

و القطر الملعون
 شايل أشلاء من جسده
متغير لونه من دمـّه
و بيجري في سباق الموت
و ابني المفزوع عــمـّـال يصرخ
يصرخ و القطر و لا هــمّــه
و الشنطه في كتفه بتتمرجح
بدراع مبتور
و كتابه الأبيض بقي أحمر
و مفهش سطور
و جبينه الضي بيتعكر
برمال الأرض
و عيونه الضحكة الفرحانة
فجأة بتتخض
و قضاه انقض و نام مهدود
م الخوف الفرض
وإتنفشت في الريح أوراقه
و ارتاح داؤه بين القضبان
بين القضبان نايم ابني

مقدرتش أجيبلك شيء تاني
 يحميك م القطر
كان نفسي أغير أوطاني
و متشوفش القهر
كان نفسي أغير عنواني
و تشوف الفجر
كان نفسي أجيبلك شيء تانى
يشيل الأوجاع
شيء زي ضمير الناس الحي
مش زي ضمير مسؤل الحي
أو أجيبلك فرحة بتتضفر بهدوم العيد
أو حــُكم بيتنفذ عالناس أسياد و عبيد
أو أجيبلك مثلاً عيش من أرضك
مش بالِدين
و أزرعلك من نيلك فدادين
و أحميك بالعلم من العاديين
و أعرق و أبني لك أمجادك
و أحمي ولادك
و أشيل الحقد من الحاقدين
كان نفسي أجيبلك حد يقولد
 عايزين نبني
 كان نفسي أشوف بس يا ابني
حدّ يفكر في الإنسان
مهموم بهموم الأوطان
مش همّ الطرحة و الدقن
مش حدّ بيتكلم أكتر
و لا بيفكر
غير في الجمهور و الإذعان
بين القضبان نايم ابني

أشعار / مها ضِـرار
18/11/2012